أرى الإسكندرية ذات حسن

أرى الإسكندريَّة ذات حُسنٍ

بديعٍ ما عليهِ من مزيد

هِيَ الثغر الذي يُبدي ابتساماً

لتَقبيل العُفَاةِ من الوفود

إذا وافَيتَها لم تُبقِ هَمّا

بِقَلبِكَ مُذ تَراها من بَعيد

حَلَلت بظاهرٍ منها كأني

حَلَلتُ هناك جَنَّاتِ الخلودِ

فلا بئرٌ مُعَطَّلَةٌ وكم قد

رَأَيتُ هناك من قَصرٍ مَشيد

بياضٌ يملأ الآفاقَ نوراً

يُبَشِّرُ بَرقُهُ بسَحابِ جُود

وأُقسِمُ لو رأتها مِصرُ يوماً

لكادت أن تَغيبَ من الوجودِ

وكم قَصرِ بها أضحى كحِصن

منيعٍ لا كَزَربٍ من جريدِ

بَرُصُّ فصوصَهُ بانيه رصاً

يُفَصِّلهُ على نَظمِ العُقُودِ

لها سورٌ إذا لاقى الأعادي

يُقابلهم بوجهٍ من حديدِ

هو الفلكُ استَدار بها وكم قد

رأينا فيه من بُرجٍ سَعيدِ

أحاط بسُورها بَحرٌ أجاجٌ

ومَنهَلُ أهلِها عَذبُ الورودِ

همُ السادات لا يُخشى ويُرجى

سواهم عند وَعدٍ أو وعيد

وحسبك أنَّ صدر الدين منها

وذا من مدحها بَيتُ القصيد

إمامٌ جلَّ قدراً أن يُهَنَّى

بشهرٍ أو بعشرٍ أو بعيد

لأن الدهرَ عبدٌ والموالى

لعَمرُك لا تُهَنَّأ بالعَبيد