إذا أنا لم أغضب عليك رسولي

إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي

فلا فُزتُ يوماً من نَدَاك بِسُولِ

يُكلِّفني الصَّبر الجميل بوجههِ

وما كلُّ صبرٍ في الهوى بجميلِ

وأكتُمه ما متُّ من ألم الجوى

فيظهُرُهُ دمعي له ونحولي

قَضى الحبُّ أن أشقى بحبِّ مُنعَّم

وأبذلُ روحي في طلابِ بخيلِ

وأبكي بدمعٍ بل وابله الثرى

على أنَّه ما بلَّ بعضَ غليلي

نسيم الصبا بلغه عني تحيةً

فأنت بهذا الأمير خيرُ كفيلِ

فأمَّا وقد أحببتُ غُصناً مهفهفاً

فأوفقَ ما كان النسيمُ رسُولي

وكم ليلةٍ من وجنتيه وريقة

ظَفِرتُ بزهرٍ يانعٍ وشممولِ

يطولُ عليَّ الليلُ مدَّة هجرهِ

فمن ليل بليلٍ في الوصال طويلِ

ومالي لا أبكي على أنسِ قُربهِ

وما دام ذاكُ الأنسُ غيرَ قليلِ