كفى ما جرى يا عين من دمع حسرة

كفى ما جرى يا عينُ من دَمع حسرةٍ

على عُمُر أذهَبته في سِوَى النُّسك

كتبتُ الذي عندي من الحُزن والأَسى

وهل ينفعُ الكتمانُ من طرقُه يبكي

كرِهتُ حياةً ما بلغتُ بها مُنىً

فعيشي بها في غاية الضِّيق والضَّنك

كفاني رجائي في النبيّ محمد

فلا فرقَ بين الأخذ عندي أو الترك

كريمُ المُحيَّا يفضحُ البدر نورُه

وأوصافُه تُزرى على الدُّرِّ في المسِّلك

كلوُني إلى ما ترتجي من شفاعةٍ

له في غد تمحو الذي كان من إفكي

كأني بنفسي وافقا عند حوضه

وقد ختمت تلكَ الأباريقُ بالمسك

كبرتُ وقد ولَّى الشبابُ ووقته

وإنّي لارجو العفو من مالك المُلك

كما جاء في القرآن يغفر ذنوبنا

إذا شاء كلَّ السيئات سوى الشِّرك

كأن بياضَ الشَّيبِ ثوبٌ إنابَةٍ

لبست له بعد الدُّعابة والضحك