لا تسألن في الحب عن أشجانه

لا تسأَلَن في الحبَّ عن أشجانه

فشأنُهُ مُخَبِّرٌ عن شانه

وإن يكن ما فاهَ بالشكر فقد

أغنى لسانُ الدمع عن لسانهِ

فعزُّهُ الذلُّ الذي أبَيته

في حقه والربحُ في خُسرانهِ

فارقَ من يوم الفراق نفسه

فليتَ لو عادت إلى جُثمانهِ

وأعجبُ الأشياء أنَّ قلبَهُ

سارَ وما حنَّ إلى أوطانهِ

أظنُّهُ لما رأى رَسماً عَفَا

أنكر ما قد كان من عِرفانهِ

صَبَا لعزلان النَّقا وكلُّ من

حَلَّ النَّقا يَصبُو إلى غَزلانهِ

ما إن لهُ من مُشبهٍ في حُسنهِ

ولا لصَدرِ الدينِ في إحسَانِهِ

إذا احتبى في دَسته يَوماً فَمن

كِسرى أنو شروانُ في إيوانِهِ

يُصَرِّفُ الأقدارَ في أحكامه

علماً بأنَّ الدهرَ من غِلمانِهِ