والعصر إن عداك في العصر

والعَصر إنَّ عدَاك في العَصرِ

وقد انتَهَوا لِهدَاية الخسرِ

ظلموا فما أبقوا لهم وَزَراً

يُنجى ولا سَلمُوا من الوِزرِ

ظهروا لنورك وهو شَمسُ ضُحىً

فتضاءلوا كتَضَاؤل الذَّرِّ

مكروا وقد مكرَ الإلهُ بهم

شَتَّانَ بين المَكرِ والمَكرِ

دَعهُم فلا بَرح التَّغَابُن من

حَسَد يُوَاصلهم إلى الحشرِ

وانشد إذا ما زرت تُربَتَهُم

مُتَهَكِّماً في السِّرِّ والجَهرِ

ماتوا بغيظهمُ وما ظَفرُوا

بمرادهم واضَيعَةَ العُمرِ

ومن العجائب كَونُهُم جهلوا

أن العلوم وديعهُ الصَّدرِ

لولا أخاف اللَه قلتُ لمن

يَروى مديحك اتلُ يا مُقرِي

حَجَّت لك العافونَ فازدحموا

كتزاحم الآمال في الفكرِ

نالوا المَنَى جنابك فاخ

تاروا المُقَامَ بها على النَّفرِ