يروحي نسيم هب من أرض طيبة

يرُوحي نسيمٌ هَبَّ من أرضِ طَيبةٍ

فيا حبَّذا ذاكَ النسيمُ الذي هبَّا

به كلُّ مُشتاق يَهيمُ صبابةً

فما هبَّ إلا شوَّقَ الهائمَ الصّبا

بعجزي وسوء الحظ أصبحتُ مبعداً

وذلك أنَّ اللَه ما قدَّرَ القُربا

بيثربَ قبر بغيتي لو رأيتُهُ

وقبل ثغري حول أرجائهِ التُّربا

به خيرُ مبعوث إلى الخَلقِ كُلِّهم

رسالَتُه قد عمَّت العُجمَ والعُربا

بهيبته أردى الأعادي فحسبُهُم

نَبيُّ على بعد المدى يبعث الرعبا

بشيرٌ نذيرٌ ما المواهبُ والسطا

إذا هو يوماً باشر السلمَ والحربا

بساحته للواردين تزاحم

لكي يردُوا من حوضه المنهَل العذبا

براهينه لم تخفَ عن ذي بصيرةٍ

فلولاهُ ما كنا عرفنا لنا ربَّا

بأوصافه فاق النبيين كلَّهم

إذا ظهرت شمسُ الضحى اخبتُ الشُّهبا