إلى حضرة الروح الأمين تحية

إِلى حَضرَةِ الرُوحِ الأَمينِ تَحيَّةٌ

مُعَطَّرَةُ الأَنفاسِ طَيّبةُ الوردِ

تَضاعف مِنها الشَوقُ وَالوَجدُ سالمٌ

وَما اِعتَلَّ فيها الودُّ مِن ذَلِكَ العَهدِ

يُعَطّر قطرَ الشّامِ وَالرومِ قَطرها

وَيَخجَلُ عَرفَ المسكِ وَالبانِ وَالرَندِ

وَتَحمِلُ مِن عليا دِمَشقَ رِسالَةً

تَضُوع بِأَرض الرُوم كَالعَنبر الوردِ

وَتَشرَحُ مِن حالي لِعالي جَنابِهِ

لِيَعلَم حَقّاً ما أُلاقي مِنَ الوَجدِ

وَتُخبِرُهُ أَنّي عَلى القُربِ وَالنَوى

عَلى كُلِّ حالٍ وَاقِفٌ مَوقِفَ العَبدِ

وَكَثرَة أَشواقٍ إِذا رُمت حَصرَها

أَرى بَعضَها يَربُو عَلى الحَدِّ وَالعَدِّ

فَوَاللَهِ وَالمَجدِ الَّذي لا يُغيرُه

تفاخُرُ أَهلِ العَصرِ في القُربِ وَالبُعدِ

لِشَمِّ ثَرى تِلكَ الدِيارِ وَطيبِها

أَحبُّ إِلى المُشتاقِ مِن جَنَّةِ الخُلدِ

سَقاها وَحَيّاها الإِلَهُ معاهِداً

تَدورُ بِأَفلاك السَعادَةِ وَالسَعدِ

وَلا زالَتِ الأَقدارُ طَوعَ مراده

سَحابَ دُنُوِّ العَهدِ مُوصلة العَهدِ