سقى الصبا واللهو عهد الرباب

سَقى الصِبا وَاللَهو عَهدُ الرَباب

وَلا عَدا الوَسمِيُّ عَهد الرَباب

وَلا أَغبَّت رَبعَهُ دِيمَةٌ

مَجلوبةُ المِرزم ذاتُ اِنصِباب

حَيثُ الشَباب الغَضُّ نَوّارَةٌ

نَسيمُها الخَفّاقُ رَطب المَهاب

أَيّام رَوضي بِالمُنى زاهِرٌ

وَربعُ لَهويَ آهلٌ بِالتَصَاب

وَظَبيُ ذاكَ السِرب لي مُنيَةٌ

وَالدَهرُ طَلقٌ وَالمَغاني رِحاب

وَإِذ غُصونُ الأُنس فَينانةٌ

قَد جاذبتها الوَصل أَيدي العِتاب

وَالحُبُّ يُزهى بَينَ رَيحانَةٍ

يانِعةٍ تُسقى بِماء الشَباب

كَأَنَّها وَالبِشرُ بادٍ بِها

غُرَّةُ شَمسِ الدينِ سامي الجَناب

مولىً عَلا بِالمَجدِ هامَ العُلا

فَاقتَعدَ الجَوزاء أَعلى هِضاب

أَخلاقُهُ الزُهر حكين الرُبى

حُسناً وَأَزرينَ بِغُرِّ السَحاب

ما وَجَّهَ الفِكرَ إِلى مَطلَبٍ

إِلّا أَتى فيهِ بِأَمرٍ عُجاب

بِهِمّةٍ كَاللَّيثِ عِندَ اِنسِياب

وَراحَةٍ كَالغَيث عِندَ اِنسِكاب

إِذا مَشَت في الطِرس أَقلامُهُ

أَهوِن بِفعل السُمرِ ذاتِ الكِعاب

وَإِن جَرى وَالخَصم في حَلبةٍ

وَوجّهت تِلكَ القَضايا الصِعاب

أَتى مِنَ الحُكمِ بِفَصلِ الخِطاب

فيها وَحازَ الخَصمُ غُنمَ الإِياب

يا فاضِلاً سُؤددهُ باهِرٌ

وَفَضلُهُ بادٍ بِغَيرِ اِحتِجاب

أَنتَ فَتى الآدابِ في عَصرِنا

وَفيكَ لا عَنكَ تُنَصُّ الرِكاب

رُضت لَنا شُوس القَوافي وَقَد

كانَت عَلى مَن يَمتَطيها صِعاب

فَلَم نَجِد قافِيَةً أُحكِمَت

إِلا لَها نَحو ذُراك اِنتِساب

إِلَيكَ وَجَّهتُ بِها مُلغزاً

وَقَد أَتَت مِن خَجل في اِنتِقاب

في اِسمٍ ثلاثِيٍّ يُرى سامياً

يُهدى بِهِ الساري سَبيلَ الصَواب

يَرعاهُ طرفي بِالدَياجي كَما

يَرعاهُ طرفي بِثَنايا الشِعاب

مَقلوبُهُ يا صاحِ ما يُتَّقى

بِهِ مِنَ الأَعداء وُقِّيت المَصاب

ماضيهِ فِعلٌ إِن تَزُل عَينُهُ

فَذَلِكَ اِسمٌ لجنىً مُستَطاب

حَكى سَجاياكَ واقِعاً لَها

وَمِن سَجايا المَرءِ ما يُستَطاب

أَوضِح لَنا مَعناه مَنّاً وَجُد

بِحلِّه أَثناءَ رُودٍ كِعاب

لا زِلتَ تَسمُو الدَهرَ في نِعمَةٍ

مَضروبَةَ الأَوتادِ حَيثُ القِباب

ما وَشَّع الطِرس أَديبٌ وَما

وَشَّحَتِ الأَقلامُ يَوماً كِتاب

وَلَعلَع الحادي بِسَلعٍ وَما

شُبِّبَ في الحَيِّ بِصَوت الرَباب