مولاي يا روض فضل حف بالزهر

مَولايَ يا رَوضَ فَضلٍ حفَّ بِالزَهرِ

وَبَحرَ عِلمٍ رَمانا مِنهُ بِالدُرَرِ

بَعَثتَ نَحوي عُقوراً حَيّرت فِكري

أَبهى مِنَ الزَهرِ بَل أَزهى مِنَ الزُهرِ

دُرّاً لَوَ اَنَّ القَوافي قَلَّدَته زَهَت

بِحُسنِهِ لا بِحُسنِ الدّل وَالحَوَرِ

خِلالَ أَسطُرِهِ عَتبٌ يَفوقُ عَلى

وَصفِ الديار بِها حَسّانَةُ النَظَرِ

كَيفَ السلوُّ وَلي في كُلِّ جارِحَةٍ

إِلَيكَ شَوقٌ مُحِبٌّ عاقِرُ الوَطَرِ

وَفي جَنابِكَ وُدٌّ لا يُغَيِّرُهُ

عَلى مُرور اللَيالي حادِثُ الغِيَرِ

ما كانَ هَجرُ سَماءٍ أَنتَ نَيِّرُها

عَلى ملالٍ وَلا السُلوانُ مِن وَطري

لَكِن تَحَمَّلتُ مِن نُعماكَ ما عَجَزَت

عَن حَملِ أَدناه مِنّي طاقَةُ البَشَرِ

فَكُنتُ فيهِ كَما قَد قالَ شاعِرُنا

أَبو العَلاءِ سَقاهُ غَيثُ مُنهَمِرِ

لَوِ اِختَصَرتُم مِنَ الإِحسانِ زُرتُكُم

وَالعَذبُ يُهجَرُ لِلإِفراط في الحَصَرِ