نوالك فيه يا أقصى المرام

نَوالُكَ فيهِ يا أَقصى المَرامِ

غِنىً يُسَلِّيهِ عَن كُلِّ الأَنامِ

وَعَن وَطنٍ يَحِنُّ إِلَيهِ شَوقاً

كَما حَنَّ المُتَيَّم ذُو الغَرامِ

وَربعٍ في دِيارِ الشامِ سامٍ

سَقاهُ اللَهُ رَيعانَ الغَمامِ

يُزاحِمُ مَنكبَ الجَوزاءِ قَدراً

وَيَسمو رَونَقاً دارَ السَلامِ

فَكَيفَ وَقَد بَعَثتَ إِلَيَّ نَظماً

يُحاكي الدُرَّ في سِلك النِظامِ

وَنَثراً يَعجَزُ النَظّامُ عَنهُ

إِذا جاراه في نَظمِ الكَلامِ

فَما عَقد الثُرَيّا في اِنتِظامٍ

وَلا الشُهبُ المُنيرَةُ بِالظَلامِ

وَلا الرَوض الأَريض كَسَتهُ وَشياً

يَدُ الأَنواءِ واكِفَةَ السجامِ

شَدا بغصونه قمريُّ بانٍ

يُجاوِب شَجوهُ صَدحَ الحَمامِ

بِأَحسَنَ رَونَقاً مِنهُ وَأَحلى

عَلى قَلب المُحِبِّ المُستَهامِ

فَدُم بَينَ المَوالي ذا نَوالٍ

تَجُرُّ بِهِ ذُيولَ الفَخرِ سامِ

جَنابُك قِبلَةٌ وَحِماكَ رُكنٌ

وَبابُكَ كَعبَةٌ فيها مُقامي

مَدى الأَيّام ما حَنَّ اِشتِياقاً

فَتىً بِالرُومِ يَصبُو لِلشَآمِ