بحمد الله وافتنا التهاني

بحمد الله وافتنا التهاني

وناجتنا بما نهوى الاماني

تجَلَّت غمةُ الأحزان عنّا

وبتنا بعد خوفٍ في أمان

بشائر كلما سُمِعت أجدَّت

لنا نغماتها طيبَ المثاني

وكنا قبل موردنا كأنّا

أُصبنا بالفؤاد وباللسانِ

فعاد لنا رواءُ العيش غضّا

وأغنانا اليقينُ عن العيانِ

وهنأ بعضنا بعضاً ومِلنا

إِلى طُرف الفكاهة والأغاني

ولو أنصفتُ نفسي في هواها

واشواقٍ لها أبداً تعاني

لما واجهت بالبُشرى سواها

وحسبي من فلانٍ أو فلان

أنا المخصوص بالإشفاق وحدي

فكيف أخصُّ غيري بالتهاني

ومن عظُمت فضائلُه وتمّت

فواضلُه على قاصٍ ودان

خليقٌ أن تذوب له قلوب

تخاف عليه من رَيب الزمان

أعزَّ الله عزَّ الدين دنيا

بشانِ عُلاك زاد عُلُوٌّ شان

فكم لك موقفاً في الذبِّ عنه

يضيقَ الأمر فيه عن الطعان

فما خَلق توخَى المجدَ إِلا

تَعلَّمَ من سجاياك الحِسان

يُحصِّل من خلائقك المعالي

ويأخذُ من دقائقك المعاني

ولو بذل الأنام الجهدَ كيما

يُصار لفضلك المحسود ثان

لما وجدوا لمجدك من قرينٍ

ولا وجدوا شبيهك في قِران

فلا زالت يداك على الليالي

وليس لها بسطوهما يدان

لِتؤمنَ من شذاها كل خاش

وتُطلقَ من يديها كل عان