وصل الكتاب المهتدى برشاده

وصل الكتاب المهتدى برشاده

يزجي عوارف شوقه ووداده

متحلياً ببراعة وفصاحة

تزري بقُسِّ في صميم أياده

عذبت به الأبيات في استفتاحه

واحلولت الآيات في استشهاده

فأخذته بيد اشتياق مسوِّفٍ

بوروده مستوحش لبعاده

وجعلته من مقلتي بمكانةٍ

كادت تُعفي من سطور مداده

وتشابها عندي فكان بياضُها

كبياضه وسوادُها كسواده

ووقفت منه على نصائح أوحدٍ

قرنت يداه رأيه بسداده

متنبّه في دينه ببصيرةٍ

قد قوّمته على طريق رشاده

جمع التُّقى والعلم منه عاملٌ

في هذه الدنيا ليوم مَعاده

راجٍ ثوابَ الله في إصداره

خاشٍ عقابَ الله في إيراده

يا أيها المولى الذي لا يأتلي

في حسن ما يوليه من إسعاده

إنَّ الذي وافى الكتاب لأجله

سارعتُ في إسعافه بمراده

ورأيت ذلك مِنَّةً لك ضخمة

يمتدُّها ذو اللبِّ خيرَ عتاده

أنت الذي أعددته لمودتي

ونصيحتي فأصبت في إعداده

كن حيث شئت فما مررت بخاطري

إِلاّ وجدت هواك سر فؤاده