أكاملة الحسن البديع تعطفي

أكاملة الحسن البديع تعطفي

على مغرم مضنى عميد ومدنف

فكلّ مطول قد وفا بوعوده

لعاشقه وأنت لعاشقك لم تف

متى يذهب اللَه العنا ببشيركم

كما جاء يعقوب البشير بيوسف

شكوت الضنا لكن إلى غير سامع

وبثيت شكوائي إلى غير مصنف

ولا زمهرير وان تعاظم برده

ولا برد لا ثلج يطفي تلهفي

بقلبي لهيب ليس يطفى حريقه

سوى ريقك الممزوج شهداً بقرقب

وكلّ مياه الكون لا تذهب الظما

نعم بالعذيب العذب أروى وأشتفى

وان يك حسنك ليس يحصيه واصف

فشوقي إليكم ليس يحصر لواصف

أموت عليلاً في الهوى يا أحبتي

وأنتم أطباكم عليل بكم شفى

لقد شاع حبي فيكم وتهتكي

وأعظم منه يا أحباي ما خفي

أنا عبدكم يا أمّ هاني محققا

فلا حرج فيما عليّ تصرّفي

كفى شرفاً أني مضاف إليكم

وأدعى لكم عبداً فهذا تشرّفي

وان اكتفى بالقرب يا هند عاشق

فأنا والنبي عن قربكم قط ما اكتفى

فيا روح روحي ثم روحي وراحتي

فحبي لكم طبعاً بغير تكلف

ولا أنثنى عنكم وان طلتم الجفا

وأهوى الهوى وان كان بالصدّ متلفى

على مثل حدّ السيف لو كان مسلكي

سلكت إليكم لست أرضى تخلفي

عصى قدما موسى لسحر تلقفت

عصاي لعشق العاشقين تلقفي

وان كان أبرز عرش بلقيس عالم

فيا سرّ نفسي كلّ عرش لي أخطفى

فكلّ شموس الماضيين قد انطفت

وشمس لنا طول المدا ليس تختفي

هو السيد المختار من آل هاشم

هو الحامد في كلّ موقف

هنا قد عيي في وصفه كلّ مصقع

قفى يا قريحتي الركيكة هنا قفي

فمن بعد ما أثنى الإله بنفسه

عليه فما مدحي له وتعسفي

فيا أحمد هل غارة هاشمية

أيا غارة المختار للضرّ أكشفي

عليه صلاة اللَه ما لاح بارق

وما رنحت ريح الصبا كلّ أهيف

وأختمها فيما ابتديت به أوّلا

أكاملة الحسن البديع تعطفي