شربت كأسا من المعاني

شربت كأساً من المعاني

عاينت فيها بلا عياني

فهمت منها العلوم شتى

وهمت في حبّ من سقاني

ومت فيه وعدت حيا

وكلّ حيّ سواي فاني

وكلّ ميدان أرض شوق

أطلقت في قطعه عناني

وبت أرقى على براقي

من التلاقي بلا توان

حتى قطعت الطباق سبعاً

وكان فيها عظيم شاني

ورثت فيها مكان جدّي

فأيّ عين ترى مكاني

وكنت كلي لسان شكر

إذا توانى به لساني

فكلّ رفع لديّ خفض

وكلّ عال لديّ داني

حذار مني ومن جوادي

ومن حسامي ومن سناني

أبي وجدي الرسول ركني

فذاك حصني وذاك احتصاني

كفاني العيدروس فخراً

وسيفه للعدا كفاني

خضم علم وطود حلم

بكل حكم له حباني

عريض جاه طويل باع

يكاد يسطو على الزمان

به انتصاري به اقتداري

به افتخاري على الشواني

فأيّ شمس أنا ولكن

حتماً على العمى لا تراني

أمسى بصبح الهدى ويمسي

بظلمة الجهل من جفاني

براني اللَه للبرايا

نوراً فسبحان من براني

والنجم في الماء مثل وصفي

عال ودان لمن دعاني

لو أن للكون كف شخص

أشار نحوي بلا بنان

والعرب والعجم يعرفوني

من قبل قولي أنا الفلاني

على جبيني أنا ابن طه

أنا ابن من خصّ بالمثاني

ولي حال يذبّ عني

ان قلت سيف فقد حماني

كرم بسيف يهزّ يوماً

فينثر اللفظ كالجمان

كان لفظي بكلّ معنى

ثياب وشي على الغواني

تسيل بالصخر مطر باتي

فما جرير وما ابن هاني

وكلّ قلب يميل سكرا

كأنما القلب غصن بان

واختم صلاة مع السلام

على الذي خصّ بالمثاني