ما لقلبي كثر شجونه

ما لقلبي كثر شجونه

وفؤادي من البين مسقم

قد عدم في الهوى معينه

يسكب الدمع ممزوج بالدم

فاننه ما رحم أنينه

قط ما كن له قلب يرحم

كلّ من فارق ظنينه

واعتراه الهوى بخت يسلم

مسكين من حبّ الإله مسكين

فذاك مذبوح بغير سكين

يس يا قلبي عليك ياس

جارع في الهوى غبونه

قد تقضى زمانه في الهم

أسأل اللَه أن يعينه

فهو بالحال أدرى وأعلم

جنتي في لقا الأحبه

والتنائي بهم دار مالك

يا عجب ما لذي المحبه

صيرت ربّ مملوك مالك

كم ركبنا أمور صعبه

ورمينا النفوس في المهالك

كلّ من حبّ واحنينه

لم يزل مشغف البال مهتم

متى يزول البعد والفراق

مع اجتماع الشمل والتلاقي

بقاتر الأجفان والأماقي

وأشهد البدر في جبينه

ساجي العين عذب الموشم

علني من سهام عيونه

ثم شكري من قرقف الفم

كم أدوّه وكم أغزل

ليس يصغي إلى قولي أصلا

يستوي مشجن ومسهل

ذاك سالي وذا ليس يسلا

لذ له في الهوى جنونه

ليس يصغي لعذل ولا ذم

اللَه يعين الواله المعنا

ويفتن الرحمن من عذلنا

لعلّ يطعم بعض ما طعمنا

ينزعج بالهوى سكونه

ثم يمسي مولع ومغرم

ينظر العسر من بعد لينه

ثم ينسى سلوه من الغم

وأنت يا قلب كيف تجزع

ان لك ربّ فتاح وهاب

بابه لك سريع واسع

ان تغلق عليك كل الأبواب

واستجير بالنبي المشفع

يذهب اللَه بك كلّ الأوصاب

ديننا في اتباع دينه

ذاك واللَه لنا خير مغنم

من كان هذا المصطفى شفيعه

قربه الرحمن ما يضيعه

بل يغمره بالجود من صنيعه

كيف لا ينعقد يقينه

انه للغنى ليس يعدم

واختم القول بمن يزينه

ذكر هذا النبي المكرم