نعم لو صح تحقيقي شهودي

نعم لو صحّ تحقيقي شهودي

لأشغلني السؤال عن المقال

ولو فنيت رعوناتي وحظي

لعدمت رويتي عن شرح حالي

ولو بقيت لمولائي صفاتي

لما خطر السوى أبداً ببالي

ببالي جنتي لو صحّ صدقي

ولكن بالسوى قد صار بالي

ولو حلّ اليقين صميم قلبي

لكنت هجرت في المولى الموالي

ولو أجلى الحضور مراة قلبي

لما بالغير لذّ لي اتصالي

ولما لم أشاهده يقينا

ولم أرقى إلى أوج المعالي

رجعت إلى العبارة وهي صدف

وهل صدف يساوي درّ غالي

فانقص همة وأشد بخس

لمختار الصدوف على اللآلي

ولو كان المقال يفيد جدوى

لأغناني مقالي لك مالي

فما أقبح مقالاً لم يؤيد

بعدل شاهد حسن الفعال

ألا يا ربّ افتق رتق صبحي

ليذهب نوره ليل المحال

واشغلني بفضلك عن فضولي

وعن غيري وفعلي عن مقالي

واجعل حبك العالي مقامي

وفي طاعتك شغلي واشتغالي

أخى باللَه أترك كلّ حظّ

حقيقته تصير إلى الزوال

أخي لا تحسبنك في سكون

كان قد صاح برق الارتحال

فنحن سكون والأيام تجرى

بنا جرياً على فلك الليالي

عجبت لمن تحقق سوف يفنى

ويحصى ماجناً ويعيش سالي

على نص الطريق أدم سلوكا

فان الترهات من الضلال

لقد أخرس لسان أهل المعارف

مقام الزيغ في بيدا الحلال

ولولا روح برد الانس منه

مقام العيش في سوح الجمال

لأفنوا من فناهم عن فناهم

ودكوا مثل دكّ للجبال

لقد قلنا لهذا العلم قولا

وشابهنا الحقيقة بالخيال

وجاز لنا المقالة واتسعنا

وهذا عند غيبات الرجال

إلهي باعترافي وافتقاري

إلى رحمتك أصلح سوء حالي

عجزت عن الزوائد والفوائد

فاحفظ يا إلهي رأس مالي

هو الإيمان لا أبغي بديلا

به أرجو النجاة في المآل

وحبّ محمد أرجوه ذخرا

وفرجا عند أهوال ثقال

عليه اللَه صلى كلّ حين

وسلم عدّ ذرات الرّمال