ولما تبسم في ناظري

وَلما تبسم في ناظِري

عروس الصباح عَلى المَنبَر

وَمالَت غصون الرَبيع له

وَقطر النَدى لاح كالجوهر

وَريح الخزامى وآراجها

تَروج وَتَهزأ بالعَنبر

وَزَقزَقَة الطير من طرب

كَوَلوَلة الأم للأَصغر

وَقَد قبلته بثغر صفا

عَلى الثغر وَالخد وَالمنحر

ولثغته وَهي صاغية

أَحب اليها من المزهر

هناك تذكرت أَخلاقنا

وجلت بِنَفسي على المحضر

فَقلت أَنا جيهما وَهما

هنالك في الموضع المزهر

أَيا أم انكما فاعلمي

أجل من المصلح الأكبر

وانكما قائمان معا

لدينا بدوركما المخطر

فان تصلحا كان اصلاحنا

وَهَيهات للغرب أَن يزدري

والا فنحن بأَوطاننا

عَلى الأرض مَوتي ولم نقبر

فَلا تَذبَلي غصن أَيامه

بحجرك غضا ألا فاحذري

فأنت لديه كعقد نَفيس

عَلى اعنق الشعب أَو خنجر

وان تحميله فآمالنا

حملت وحقك أَن تفخري

فزيحي عليه لثام الجها

له يشخص إِلى الافق المقمر

وَمُدي اليه مخضبة

تريسه اليَمين من الأيسر

وَبثي له روح نهضتنا

تَري خير شهم وحر جري

فَما الطفل بين يدي أمه

سوى خاتم الطفل في الخنصر

وَما نفسه غير مزرعة

وَمهما تشأ فوقها يبذر

وَما حجرها غير مدرسة

تَعالَت عَن التخت وَالدَفتر

ألا فابعثي ابنك من مهده

يفز من نصيبه بالأوفر

فان البَلايا باوطاننا

أشد اتصالا من المئزر

وان الشَبيبة معملها

بأظلال بستانك المثمر

فان تهمليها فقد داسنا

بنو الغرب في شعبنا الأزهر

وان تحرسيها فقد بددوا

لعمرك من ريحها الأصفر