نبل البنفسج فاحتوى التفضيلا

نَبُلَ البنفسج فاحتوى التَفضيلا

وكذا البنفسجُ لن يزالَ نَبِيلا

لمّا شأى نَورَ الرَبيعِ بِطِيبهِ

وحوى من الشَرف الصريح أثيلا

فَضَلَ النُوَارَ فحاز دون جميعه

قَصب السباقِ ولم يكن مفضولا

متشبهاً في سَبقهِ بالحاجِبِ ال

أعلى عِمادِ الدين اسماعيلا

مَلِكٌ عَلا غُرَّ المُلُوكِ المُعتَلي

نَ أباً وَجَدّاً في العُلا وَقَبِيلا

كم طَاوَلُوهُ في الفِخارِ فَفاقَهُم

عَرضاً إلى المجدِ التَليدِ وطُولا

مُتَشَبِّهِينَ بما يُمَثِّلُهُ لَهُم

لو أَحسَنوا التَشبِيهَ والتَمثيلا

كَتَشَبُّه الخِيرِيّ بالمُزرى بِهِ

لِيَحوزَ مِن تِلك الخِصالِ فَتيلا

واذا اعتزى فإِلى البنفسج يَعتزي

واليه يُنسَبُ كي يعزّ قَليلا

ما للكُرُنبِي الخليقَةِ يَبتَغي

فَضلَ الرَئيسِ المُعتَلي تَخييلا

أو ما دَرى أنَّ البنفسج لم يَزَل

فَوقَ الأكُفّ جَلالةً مَحمولا

مِن أينَ للخِيري اللَئيم طلاقَةُ ال

سَمح الكريم ولَن يزال بَخيلا

مُتَسَتّرٌ طولَ النَهارِ بعَرفِهِ

كي لا يُرى لنَسِيمِهِ مَسؤولا

حتّى إذا طَرَقَ الظَلامَ سَخابِهِ

إذ لا يَرى إِلا القَليلَ سؤولا

زَهِمُ المَشَمّ إذا تقادَمَ قَطفُهُ

شيئاً قَليلاً أو أحَسّ ذبولا

واذا قَرأت منافع النَوّارِ لِل

حُكماءِ أَصبَح بينها مَجهُولا

والنّفع غضاً إن تشأ أو يابساً

هو للبنَفسج كلِّه مَحصولا

لا يستحيلُ نَسيمُهُ في الحالَتَي

نِ ولا اذا استَنشَقتَهُ معمُولا

وذخيرةُ الخُلَفاءِ والأملاكِ لا

يَخلُون مِنهُ مُجَنّساً مَفصُولا

فَليَحظَ بالقِدحِ المُعَلّى فاخِراً

وليرجِع الخِيريُّ عَنهُ ذَليلا