أسائلكم لمن جيش لهام

أسائِلُكُم لِمَن جيشٌ لَهَامُ

طلائِعُهُ الملائكةُ الكِرامُ

أتت كُتُبُ البشائرِ عَنهُ تَترى

كما يتحمَّلُ الزهرَ الكِمَامُ

تنمُّ ولم تفضّ ولا عجيبٌ

أيحجبُ نفحةَ البدرِ الخِتامُ

كأنَّ النصرَ أضحكَها ثُغورا

فللأيامِ عنهنَّ ابتسامُ

ويا للناسِ يرغبُ عن أُناس

لهم بالدين والدنيا قوامُ

أمامهُمُ إذا سلكوا سبيلا

كتابُ اللَهِ يتبعهُ الإمامُ

يصاحبهُ فيصحَبُهُ الأماني

ويتبَعُهُ فيتبَعُهُ الأنامُ

هو الملِكُ الكريم وما أصبنا

إذا قلنا هو الملكُ الهُمامُ

تجاذب خيلَهُ اليُمنُ اغتباطاً

بعصمته وتخطبُهُ الشآمُ

ويعطو المسجدُ الأقصى إليه

ويشرفُ نحوَهُ البيتُ الحَرامُ

مَضى متقلداً سيفي مضاءٍ

هما الإلهامُ والجيشُ اللهامُ

فسل ما حلَّ بالأعداءِ منهُ

وكيفَ استُؤصِلَ الداءُ العُقامُ

لقد برزت إلى هولِ المنايا

وجوهٌ كان يحجبُها اللثامُ

وما أغنت قِسِيِّ الغُرِّ عَنها

فليسَت تدفَعُ القدرَ السِّهامُ

غَدَوا فوق الجيادِ وَهُم شُخُوصٌ

وأمسوا بالصعيد وَهُم رِمامُ

كأنَّ الحربَ كانت ذاتَ عقلٍ

صحيح لَم يحلَّ بِهِ السِّقامُ

فأفنت كلَّ من دمُهُ حلالٌ

وأبقت كُلَّ من دمُهُ حرامُ

متى يكُ من ذوي الكفرِ اعتداءُ

يكن من فرقةِ التقوى انتِقامُ

هو الأمرُ الرضي طوبى لنفسٍ

يكون لها بعصمتهِ اعتصامُ

حياةُ الدين دولتُهُ فدامَت

لأمرٍ قد أتيحَ له الدوامُ

سلامُ اللَهِ من قرب وبعدٍ

عليهِ وحب من نزلَ السلامُ