له حلبة الخيل العتاق كأنها

له حلبةُ الخيلِ العتاقِ كأنّها

نشاوى تهادت تطلبُ العَزفَ والقَصفا

عرائسُ أغنتها الحجولٌ عن الحلى

فلم تبغ خلخالاً ولا التمَسَت وقفا

فَمِن يَقَقٍ كالطرسِ تحسَبُ أنَّهُ

وإن جرّدوه في مُلاءتِهِ التَفَّا

وأبلقَ أعطى الليلَ نصفَ إهابِهِ

وغارَ عليه الصبحُ فاتحبسَ النصفا

ووردٍ تغشى جلده شفقُ الدجى

فإذ حازَهُ دَلَّى له الذيلَ والعُرفا

وأشقرَ مجَّ الراحَ صرفاً أديمُهُ

وأصفرَ لم يمسح بها جلدَهُ صِرفا

وأشهبَ فضي الأديم مدنرٍ

عليه خطوطٌ غير مفهومةٍ حرفا

كما خطط الزاهي بمهرق كاتبٍ

فجرَّ عليه ذيلَهُ وهو ما جفا

تهبُّ على الأعداءِ منها عواصِفٌ

ستنسِفُ أرضَ المشركين بها نَسفا

ترى كلَّ طرفٍ كالغزال فتمتري

أظبياً ترى تحت العجاجة أم طرفا

وقد كان في البيداء يألفُ سِربهُ

فربتهُ مُهرا وهيَ تحسَبُهُ خِشفا

تناوله لفظُ الجوادِ لأنهُ

إذا ما أردت الجري أعطى له ضعفا