من لم يؤدبه تأديب الكتاب فما

مَن لَم يُؤدِّبهُ تأديبُ الكتابِ فَمَا

لَهُ بغيرِ ذُبابِ السيفِ تأديبُ

إنّ الخلافةَ لا تشكو بمعضلةٍ

والحافظُ اللَهُ والمنصورُ يعقوبُ

مشمِّر البُرد للحرب الزبونِ وقد

ضفت عليه من التقوى جلابيبُ

فالبيضُ منهنَّ مسلولٌ ومدخرُ

والخيلُ منهنَّ مركوبٌ ومجنوبُ

وليس يظفرُ بالغايات طالبُها

إلا إذا قُرِعَت فيها الطنابيبُ

للحرب جلُّ مساعيه وما تَرَكَت

منه الحروبُ تهادَتهُ المحاريبُ

إن كانَ عَربَدَ في الأعداءِ صارمُهُ

فإنَّهُ لرحيقِ الهامِ شِرِّيبُ

قد حَصحَصَ الحقُّ إنَّ النصرَ يَتبَعُهُ

فكان من أنفُسِ الكُفَّارِ تَكذيبُ

لَقَد عَدَتهُم عَنِ التَوفيقِ شقوتهم

إن الشقي على التوفيق مغلوبُ

ما غر قفصَةَ إلا أنها اجترمت

فلم يكن عندَ أهلِ الحُلمِ تَثريبُ

ما بالها زار أمر اللَه حوزتها

فلم يكن عندها أهل وترحيبُ

توهمت أن أهل البغي تمنعُها

وقلما حَمَتِ الشهدَ اليعاسيبُ

تلك البغي التي خانت فحاق بها

وبالزناة بها رجمٌ وتعذيبُ

قد فضَّ شملُهُم عنها وقد نعبت

فيها من الحين غربانٌ غرابيبُ

أبى يردُّ سليماً ما يباشرُهُ

وفيه للنفسِ ترغيبٌ وترهيبٌ

هذي أعاديه قد صارت مُقَسَّمَةً

على البلايا فمقتولٌ ومَسلوبُ

ترمي المجانيقُ بالأحجار فضلة من

رمتهمُ منهم الجردُ السراحيب

من كلِّ ملمومةٍ صَمَّاءَ حائمةٍ

على النفوس فتصعيدُ وتصويبُ

يقول مبصِرُها في الجوِّ صاعدةً

هذا بلاءٌ على الكُفَّارِ مَضبوبُ

تَمَهَّدَ الأَمرُ في أكنافِ دولتِهِ

حتّى تآلف فيها السَّخلُ والذيبُ