أعاتك هلا إذ بخلت فلا ترى

أَعاتِكَ هَلّا إِذ بَخِلتَ فَلا تَرى

لذي صَبوَةٍ زُلفى لَدَيكِ وَلا رَقّى

رَدَدتِ فُؤاداً قَد تَوَلّى بِهِ الهَوى

وَسَكَّنتِ عَيالا تَمَلُّ وَلا تُرقى

وَلكِن خَلَعتِ القَلبَ بِالوَعدِ وَالمُنى

وَلَم أَرَ يَوماً مِنكِ جوداً وَلا صِدقا

أَتَنسَينَ أَيّامي بِرَبعِكِ مُدنَفاً

صَريعاً بَأَرضِ الشَأمِ ذا سَقَمٍ مُلقى

وَلَيسَ صَديقٌ يَرتَضي لِوَصِيَّةٍ

وَأَدعو لِدائي بِالشَرابِ فَما أَسقى

وَأَكبَرُ هَمّي أَن أَرى لَكِ مُرسَلاً

فَطولَ نَهاري جالِسٌ أَرقُبُ الطُرقا

فَوا كَبِدي إِذ لَيسَ لي مِنكِ مَجلِسٌ

فَأَشكوا لِذي بي مِن هَواكِبِ وَما أَلقى

رَأَيتُكِ تَزدادينَ لِلصَّبِّ غِلظَةً

وَيَزدادُ قَلبي كُلَّ يَومٍ لَكُم عِشقاً