هاتيك والدتي عجوز همة

هاتِيكَ والِدَتي عَجُوزٌ هِمَّةٌ

مِثلُ البليَّةِ دِرعُها في المِشجَبِ

مَهزُولَةُ اللَّحيَينِ من يَرَها يَقُل

أبصَرتُ غُولاً أو خَيَالَ القُطرُبِ

ما إن تَرَكتُ لها ولا لابنٍ لها

مالاً يُؤَمَّلُ غَيرَ بَكرٍ أجرَبِ

ودَجَائجاً خَمساً يَرُحن إلَيهِمُ

لمَا يَبِضنَ وغَيرَ عَيرٍ مُغرِبِ

كَتَبُوا إلَيَّ صَحِيفَةً مَطبُوعَةً

جَعَلُوا عَلَيها طِينَةً كالعَقرَبِ

فَعَلِمتُ أنَّ الشَّرَّ عِندَ فكَاكِها

فَفَكَكتُهَا عَن مِثلِ رِيحِ الجَورَبِ

وإذا شَبِيهٌ بالأفَاعي رُقِّشَت

يُوعِدنَني بِتَلَمُّظٍ وَتَثَوُّبِ

يَشكُون أنّ الجُوعَ أهلَكَ بَعضَهُم

لَزَباً فَهَل لَكَ في عِيَالٍ لُزَّبِ

لا يَسأَلُونَكَ غَيرَ طَلِّ سَحَابَةٍ

تَغشَاهُمُ مِن سَيلِكَ المُتَحَلِّبِ

يا بَاذِلَ الخَيرَاتِ يا ابنَ بَذُولِها

وَابنَ الكِرَامِ وكُلَّ قَومٍ مُنجِبِ

أنتُم بَنُو العَبَّاسِ يُعلَمُ أنّكُم

قِدماً فَوَارِسُ كُلِّ يَومٍ أشهَبِ

أحلاسُ خَيلِ اللهِ وَهيَ مُغِيرَةٌ

يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبَارِ الأكهَبِ