أبكي على الصيف كالباكي على الطلل

أبكي على الصّيفِ كالباكي على الطَّللِ

وإنّه كالصِّبا يمضي على عجَلِ

جاءَ الشتاءُ فأذوى بردُه حبقاً

قد كان في الصيفِ ذا نضرٍ وذا ميل

كم كنتُ أقطفهُ أو كنتُ أنشقُه

والعطرُ والنضرُ مثلُ الحبّ والأمل

عندَ الغنيِّ تراهُ والفقيرِ فلا

تعجَب لباذلِ حسنٍ غيرِ مُبتذل

للكلّ نعمتُهُ تُرجى ورحمتُه

وعَرفُه ناعشٌ كالبرءِ في العِلل

وأبيضُ الزّهرِ مِنهُ كالنقوشِ على

بُردٍ وكالدّمعِ في سودٍ من المُقل

أما تراهُ على تقواه مُتّضِعاً

يهوى بياضَ الحلى في خِضرَةِ الحِلل

والرّيحُ شيّقةٌ ولْهَى تقبِّلُهُ

فليتَ لي ما له من أطيبِ القُبَل

حفظتُ في البردِ والأمطارِ واحدةً

منهُ وكنتُ أُداريها على وجل

حتى إذا ذبُلَت أصبَحتُ أنشدُها

يا رحمة اللهِ ما أولاكِ بالطّلَل

يا ربّ لا تخلينَّ القلبَ من أملٍ

والروضَ من زهَرٍ والأرضَ من بَلل