أشجاك نور النجمة الزهراء

أشجَاكِ نورُ النّجمةِ الزهراءِ

فَبَكيتِ من ذكرى حبيبٍ ناءِ

وحَلت لكِ الأحلامُ عند بُحيرةٍ

والبدرُ يَرفعُ بُرقُعَ الظلماء

والرَّوضُ نوَّاحٌ لهبّاتِ الصَّبا

فكأنه يَبكي على الغُرَباء

إني عَهدتُكِ ذات قَلبٍ شاعرٍ

خَفَقاتُهُ كقَصائدِ الشعراء

فتذكّري عَهدَ الصبوَّةِ بعد مَن

يمشي مع الأرواحِ والأفياء

يا حبّذا سمراتُ ليلاتٍ مَضَت

والحبُّ ملءُ الأرضِ والأحشاء

يا حبّذا الوادي الذي غاباتُهُ

تهوى الحفيفَ على هَدير الماء

أمّا أنا فلقد شَقيتُ لأنني

لم أدرِ كيفَ تتبُّعُ الأهواء

ماذا يؤمِّلُ ذو شقاءٍ لم يَكُن

يوماً لنحسبَهُ مِنَ السُّعَداء

فلهُ من الحَربِ الجراحُ وغيرُهُ

يَلهوُ بأسلابٍ على الأشلاء

فابكي على خلٍّ شريفٍ تائهٍ

في لجةٍ طوراً وفي بَيداء

شَهِدَ الفضيلةَ في العِراكِ صريعةً

فبكى على الأحرارِ والشُّرَفاء