أطالعة زهراء من ليل أحزان

أَطالعةٌ زهراءُ من ليلِ أحزانِ

كحبَّةِ درٍّ في قِلادةِ عُقيانِ

إليّ انظري إن كنت ساهرة معي

ليملأ مِنك النّور صَدري وأجفاني

كلانا له نورٌ وحوليهِ ظُلمةٌ

فَنَحنُ على بُعدِ المزارِ رَفيقان

ضياء الهُدى يبدو لحيران في الدُّجى

شِراعَ نجاةٍ لاحَ للغارقِ العاني

على الأُفقِ الدّاجي لمعتِ كدمعةٍ

على خدّ صبٍّ والِهٍ بَينَ أشجان

أفيكِ دموعُ الصّالحينَ تجمّعت

فأشبهتِ منها كنزَ درٍّ ومُرجان

أم امتزجَت يوماً فصارت أشعّةً

على ظُلمةٍ أو رَحمةً عند طُغيان

فكوني لنفسي في الضّلالِ دليلةً

وإن لم يكن هديٌ رضيتُ بسلوان

وبوحي على النّجوى بسرِّك لي كما

أبوحُ بسرّي في حرارةِ إيماني

أنا شاعر يشكو الهوى لا مُنجِّمٌ

ولا أُنسَ لي بين الهمومِ بإنسان