أيها الرسم تكلم فالبيان

أيُّها الرسمُ تكلَّم فالبيانْ

من محيّا ناطقٍ لا مِن لِسانْ

طالما آنستَني في وحشَتي

وعنِ القلبِ تشفُّ المُقلتان

حَسَنٌ أنتَ وحسناءُ التي

رغَّبتني بكَ عن كلِّ الحِسان

بعدَها أنتَ لقلبي سَلوةٌ

ولعيني بهجةٌ مثلُ الجنان

أنتَ منها بعدَ عينٍ أثرٌ

وَسطَ أحداقي وأحشائي يُصان

كم قضيتُ الليلَ أرنو مُغرماً

وسِراجي وفراشي شاهدان

طالما أرَّقتَني إذ شُقتَني

حيثُ طرفي وفؤادي ساهران

روحُها ما انحجبت فيك فمِن

نورِها فوقَ المحيّا فيضان

فهي جمرٌ خامدٌ في صورةٍ

إنما في العينِ منهُ لمعان

لم يَزَل فيكَ فؤادٌ خافقٌ

أبداً أسمَعُ منه الخفقان

وعلى الثغرِ تباشيرُ الهوى

وعلى العينينِ آثارُ الحنان