إذا البدر زار الأفق وهو بهيج

إذا البَدرُ زار الأفقَ وهُو بَهيجُ

إِلى الشّعرِ أصبُو والشجُونُ تُهِيجُ

وقد أَهجرُ الشِعرَ اللّطيفَ مَلالةً

وعلماً بأنّ الصّنفَ ليسَ يَرُوج

ولكنّما الشوقُ القديمُ يهزُّني

فألقي القَوافي في البُحورِ تَموج

فما الشعرُ في صَدرى سِوى السّيلِ جارفاً

أو النارِ تذكو والشّعورُ أجيج

فقل للذي يَلقى المحاسنَ هادئاً

لحى اللهُ علجاً ما رأتهُ عُلوجُ

على اللّيلةِ القمراءِ طالَ تَسهُّدي

وحلَّ سُكوتٌ حيثُ كان ضَجيج

فبتُّ وقد هاجَت غَرامي سَكِينةٌ

ونشّطني تحتَ الغُصونِ أَريج

أرى البدرَ لي من جانِبِ السّهلِ طالعاً

وكم أطلَعتهُ لي ذُرىً وثلوج

كما أشرَقت من قَصرِها ذات عفّةٍ

على رَوضةٍ فيها الربيعُ نَسيج

فخلتُ فؤادي طائراً من صَبابَتي

ولَيسَ لما بينَ الضّلوعِ خروج

أَحَبَّ التي أحبَبتُها ولأجلِها

أطلَّ فضاءَت من سناهُ مروج

فأوشكَ أن يَهوي إلى الأرضِ قائلاً

إِلى الحبِّ في أعلى السّماءِ أحوج