إذا الريح حيتني بنفحة طيب

إذا الرّيحُ حيَّتني بنَفحةِ طيبِ

تذكَّرتُ ليلَ الحبّ فوق كثيبِ

عشيَّةَ بتنا نسمَعُ الموجَ شاكياً

فَنَمزُجُ ترنيمَ الهوَى بنحيب

وقد سَطَعت زهراءُ في أُفُقِ الحِمى

تُحيِّي هلالاً مثلَ وجهِ كئيب

ومنكِ ومنّي دمعةٌ وابتسامةٌ

هما في الشّبابِ الغضِّ خيرُ نصيب

فما أعذبَ الشَّكوى وما أعظم الهوى

إذا انفَجَرا من أعيُنٍ وقلوب

فكم مرةٍ قبَّلتُ عَينَكِ خلسةً

كما نقَرَ العصفورُ حَبَّ زَبيب

وقَدُّكِ ميّالٌ وشَعرُك مُرسَلٌ

فكنتِ كغصنٍ في الرّبيعِ رطيب

تزوّدتُ من عينيك أجملَ نظرةٍ

تُنيرُ سَبيلي في ظلامِ خطوب

لأجلِهما أهوى بلادي وأُمتي

ولو قابَلت صفحي بشرِّ ذنوب

سَقى اللهُ يا حسناءُ ليلةَ حُبِّنا

هُنالِكَ فوقَ الرّملِ دمعَ غريب

تُعلِّلُني في النأي ذكرى كأنها

ربيعُ شبابٍ في خريفِ مشيب

إذا خطرت لي والهمومُ كثيرةٌ

أرتني شعاعَ الشّمس بعد غروب

فأصبحَ قَلبي خافقاً مثل طائرٍ

أسيرٍ يُعزّيهِ حَنينُ سروب