إلام تعالج الأسد القيودا

إلامَ تعالجُ الأُسدُ القيودا

وهذا العصرُ قد رفع القرودا

فكم أصبَحتُ أرسُفُ في قيودي

فقطَّعت السلاسلَ والقيودا

وفي الأرزاءِ قد جرَّدتُ عزمي

حساماً يفلقُ الخطبَ الشديدا

خبرتُ الناسَ حتى بتُّ أخشى

لفرطِ اللؤمِ أن أغدو وَحيدا

فصرتُ أرى الفتى لسدادِ رأيي

رديءَ الخلقِ أصلاً أو حميدا

لقد غلبَ التَّطَبُّعُ من طباعٍ

فتربيةُ المربِّي لن تُفيدا

يُحَسِّنُ صَقلُنا ذَهباً ودرّاً

وليس يُغَيِّرُ الصَّقلُ الحديدا

بكيتُ على الصداقةِ من صديقٍ

يظلُّ وفاؤه أبداً وُعُودا

وحقَّرتُ الهوى العذريَّ لما

رأيتُ حبيبتي تُبدي صُدودا

وقد ملَّكتُها قلباً كريماً

ومني قد رأت بالنفسِ جودا

وفي غَيظي سعيتُ إلى رِضاها

فكانَ جزاءُ إحساني الجحودا

تراها ليسَ تذكرُ حين بِتنا

أُقبِّلُ وجنةً منها وجيدا

وأذرفُ أصدقَ الدمعاتِ حتى

غَدَت في جيدِها الباهي عُقودا

ونحوَ الشَّرقِ ليلَ مَدَدتُ كفي

أُجدِّدُ في محبَّتِها العهودا

وقد فعلت كذا مِثلي وكانت

نُجومُ الليلِ تَرقُبنا شهودا

كذاكَ الغانياتُ عَشِقنَ طَيشاً

من الدنيا الذي يَبدُو جديدا