إن الجمال به عزاء الأنفس

إن الجمال به عزاءُ الأنفُسِ

فافْدِ المَلِمَّةَ بالأعزِّ الأنفَسِ

طهرُ الهوى والحسنُ صانتهُ لنا

بيّاعةُ الزَّهر التي لم تُلمسِ

حَمَلَته لي في سَلَّةٍ وكأنَّها

من وجهِها قطَفت زكيَّ المَغرِسِ

فالثغرُ من لُبنانَ يحكي نورَهُ

والخدُّ يحوي وردةً من تونُس

وكأنَّ بسمتَها على أحلى فمٍ

سقطُ الفراشة في الربيع المؤنِس

خفتُّ انقصافَ قوامِها لمّا مشت

بأخفّ أقدامٍ وألطَفِ ملبس

وأتت إليَّ برقّةٍ ولطافةٍ

وبعروتي وضعت ضميمةَ نرجس

فوددتُ أن تبقى أنامِلُها على

صدري كماءِ الرّقمةِ المُتبجّس

وشهوتُ لو مَلأت فمي أنفاسُها

لكنَّها احتشَمت فلم تتنفَّس

ورنَت إليَّ وكفُّها في خصرها

وتبسّمَت وبِلفظةٍ لم تنبُس

لمّا عرضتُ لها زكاةَ جمالِها

قالت أما أبصرتَ من في المجلِس

زهرُ الرّياضِ محلّلٌ لكَ إنّما

زهرُ الوُجوهِ محرّمٌ فتحّرس

فوهبتُها شيئاً وقلتُ لها أرى

قلبي بلا حُبٍّ كجيبِ المُفلِس

فتبسَّمَت وحنَت عليَّ تقولُ لي

زهري وقلبي للظَّريف الكيّس