إن السعادة وعد دون إنجاز

إنَّ السعادةَ وَعدٌ دونَ إنجازِ

لا تَطمَعَنَّ على كدٍّ بإحرازِ

هل تُثبتَنَّ على أمواجها قدماً

وأنتَ ما بينَ خفَّاقٍ وهزَّاز

تَصبو إليها ولكن إن ظَفَرت بها

أعرَضتَ عَنها وهانت بعد إعزاز

كذا المليحةُ في الأسواقِ خاطرةٌ

تُغري الرجالَ بألحاظٍ وأعجاز

لكن إذا خَلعَت أثوابها وَبَدت

عريانةً قُلتَ غَرَّتني بإبزاز

قد زالَ ما كان من نهدٍ ومن كفَلٍ

تلكَ المحاسِنُ من دكَّانِ بزّاز

ما شَحمُها وَرَمٌ لكنَّهُ خِرَقٌ

والكفُّ ناعمةٌ من جلدِ قفَّاز

كذا القباحةُ تخفَى تحتَ زَخرَفةٍ

فقابِلَنها بمشراطٍ ومِخراز

وكُن حكيماُ قويّاً في إرادتِهِ

لا عاجزاً وَكِلاً يَمشي بإيعاز

ألا تَرى الطيرَ أصنافاً وأضعفُها

صَيدٌ لأقدَرِها والفوزُ للبازي

والأرضُ تحملُ محكوماً ومُحتَكِماً

وما استوى فوقَها المغزوُّ والغازي