الكون بالطيب والأنوار حياك

الكونُ بالطّيبِ والأنوارِ حيّاكِ

لمّا تَبَلَّجَ من سجفٍ مُحيّاكِ

أيأخُذُ النورَ والأطيابَ منكِ لنا

أم مِنهُ نورُكِ يا ليلى وريّاك

يا طَلعةَ البدرِ يا طيفَ الملاكِ ويا

زهرَ الربيعِ ويا زهراءَ أفلاك

قلبي سماءٌ وجنَّاتٌ مُزَخرَفةٌ

إن تطلعي فوقَهُ من علو مَغناك

أوِ الوساد الذي بلقيسُ قد جَلسَت

عليهِ ما بينَ أجنادٍ وأملاك

لما طلعتِ على عرشِ الهوى سَحَراً

وخرَّ قلبي صَريعاً عندَ مرآك

وقبّلَ الأرضَ كي تحني عليَّ فمِي

وبلَّ ذيلك جفنٌ خاشعٌ باك

عبدتُ من دَهشتي في هَيكلٍ وثناً

وقد دَعتني إلى الإشراكِ عيناك

هل تذكرينَ من الأسمارِ أطيَبها

حيثُ الأزاهرُ شوقاً فاغمت فاكِ

وكنتُ أُنشِدُ شِعراً فيكِ أنظمُهُ

باللهِ قولي أذاكَ الشّعرُ أرضاك

إنشادُهُ كادَ يُبكيني على جَلدي

فهل تذكُّرُهُ في الخِدرِ أبكاك

تِلكَ العواطفُ والأزهارُ قد ذبلت

والقلبُ يحفظُ ريّاها وذكراك

قد كان مرآكِ لي أنساً وتَعزيةً

واليومَ تُؤنِسُني في النَّومِ رؤياك