بكرت لتسقي زهر جنتها الندي

بكرت لِتَسقي زهرَ جنّتِها النَّدي

فحسبتُ ماءَ المزنِ هَلَّ من اليدِ

بغلالةٍ بيضاءَ صانت جسمَها

فرأيتُ مِنها دميةً في المعبد

ومشت بخفةِ ظبيةٍ فوقَ الحصَى

فغدا طهوراً مثلَ أرضِ المسجد

وحنت لتنشقَ وردةً فرأيتُها

أختاً تقبِّل أختَها بتوجّد

من ذا يُميِّزُ وردةً جوريةً

من خدِّها المتنوّرِ المتورّد

والغصنُ مالَ إلى أخيهِ قوامِها

وكأنهُ العطشانُ فوقَ المورِد

فسناهُ عن ذاكَ النَّسيمُ حميَّةً

فارتَدَّ مثلَ المذنبِ المتردّد

والزهرُ قد حدقَ المحيّا مُعجباً

كالراهبِ المتسهّدِ المتعبِّد

باللهِ أيتها المنعَّمةُ التي

تَسقي الأزاهرَ وهي حارمةُ الصَّدي

ماذا عليكِ إذا سَمحتِ برشفةٍ

من ماءِ مبسمكِ الألذّ الأبرَد

وإذا ضَننتِ عليَّ قولي يا فتى

مَهلاً فإني قانعٌ بالموعِد

فلرُبّ ينبوعٍ تركتُ زلالهُ

طرَباً لصفرةِ بلبلٍ متغرَّد

سعداً لمن تسقيهِ كفُّ مليحةٍ

من كوثرٍ في فضَةٍ أو عسجد

الحبُّ راضَ منَ القلوبِ أشدَّها

وكفى بقَلبي عبرةً للجلَمد