بينا يسير الفتى جذلان مغتبطا

بَينا يسيرُ الفَتى جَذلانَ مُغتَبطا

تلقاهُ كالطيرِ في الأشراكِ مُختَبطا

جاءَت منيَّتُهُ من حيثُ مُنيَتُهُ

فبئسَ ما اشتاقَ من حَبٍّ وما التَقطا

كم عادَ مُستَخزياً من كان مُحتكماً

وانصاعَ مُنقَبضاً ما كان مُنبسِطا

لا خيرَ في العيشِ والأقدارُ ضائعةٌ

والخيرُ والشرُّ في الدنيا قد اختلطا

هي المطامعُ تُشِقي الناسَ موديةً

بهم ولا يتركون اللغطَ والغلطا

ماذا تؤمِّلُ منهم وَسطَ مَفسدةٍ

شطّوا عن الحقِّ حتى آلفوا الشَّططا

فهم وما خلتُهُ صدقاً ومكرمةً

إلى فسادٍ وذو الإصلاحِ قد قنطا

فاستَعبَدَ البعضُ بعضاً في قساوتِهم

ولم تُقَل عثرةٌ من تاعسٍ سقطا

واستَنبَطَالعبدُ معبوداً لذلّتِهِ

وضعفهِ وغدا بالدِّين مُرتبطا

فقل لهُ إن شكا ضعفاً ومظلمةً

رَبطتَ نفسكَ فاقطع هذه الربطا

الدِّينُ ما زالَ عَوناً للقويِّ على

حِكمِ الضعيفِ الذي في جَهلهِ خَبَطا

لولاهُ لم ينعقد تاجٌ على بشرٍ

من حيث يهبطُ جروُ الكلبِ قد هَبطا