تثاقل ليلي والظلام ثقيل

تَثاقلَ لَيلي والظَّلامُ ثقيلُ

وأقصَرُ ليلٍ في الهُمُومِ طَويلُ

كأنّ على قلبي رصاصاً مِنَ الأسى

وليسَ إلى الصبرِ الجميل سبيل

فكيفَ وحولي ظلمةٌ فوقَ ظلمةٍ

ولا ضوءَ فيها والسراجُ ضئيل

فما الجوُّ إِلا قبرُ نجم مغوّرٍ

إليه يحنُّ الطَّرفُ وهو كليل

هو الليلُ للأرواحِ مجرى ومَلعَبٌ

وللريحِ فيه زفرةٌ وعويل

وتحتَ دَياجِيهِ النّفوسُ تناوَحت

فلم يَشفَ من تِلكَ النُّفُوسِ غليل

لقد راعَني ليلٌ يخافُ سُكُونَه

عَليلٌ ويخفى في دُجاه قتيل

ويُرخي على شرّ الجّرائمِ سِترَهُ

وييأسُ فيه آرِقٌ وخَلِيل

هو اللّيلُ يخفي الويلَ والنّاسُ نُوَّمٌ

وسيفُ الرّدَى فوقَ النيامِ صقيل

وكم أرَقٍ يأتي على قَلقٍ بهِ

فأوقِدُ قلبي شمعَةً ويَسيل

وقد أَتأسَّى بامرئ القيسِ قائلاً

سَيطلعُ صُبحٌ كالرّجاءِ جَميل

ويَقشَعُ نورُ الشمسِ غَيماً مُلبَّداً

ويَسري نسيمٌ والغُصُونُ تميل

فلا ذقتُ إِلا في الصّباحِ مَنيّتي

ولا مات إِلا في الضّياء عليل