تعالي فأحييني بفنجان قهوة

تعالي فأحييني بفنجانِ قهوةِ

إذا الصبحُ حيّا من نوافذِ غرفةِ

وأيقظني الدِّيكُ الفخورُ بفيقهِ

فقمتُ نشيطاً بعد أطيب هَجعة

فللجسمِ بعد النومِ عزمٌ وقوةٌ

وللنفسِ آمالٌ بعودِ الأشعَّة

ونفحتُها للقلبِ ألطفُ نفحةٍ

وحمرتُها للعينِ أجملُ حمرة

ضَعي فوقها المقهاةَ حتى إذا غَلت

ضَعي البنَّ وائتينا بأطيَب قهوة

كزنجيَّةٍ بعد العبوسِ تبسَّمَت

وغَنَّت وقد حنَّت بوحشيِّ لهجة

وصفِّي الفناجينَ اللطيفةَ واسكُبي

لِننشَقَ ريحَ المسكِ من غيرِ فأرة

وبينَ ارتِشافٍ وانتِشاقٍ يشوقُنا

من التبغِ مصٌّ فيهِ أكبرُ لذَّة

فتعذبُ من تدخِيننا وبخارُها

أحاديثُ فيها كلُّ لطفٍ ورقّة

نعم إنّ ليلاتِ الشتاءِ جميلةٌ

ولذَّاتُها مع أهلِنا والأحبَّة

على جمرِ كانونٍ وفنجانِ قهوةٍ

وكأسِ مدامٍ واستماعِ حكاية

أيا قهوةً في الصبحِ قد عطَّرت فمي

لكِ الخيرُ في إذكاءِ نارِ القريحة

وإيقاظِ أفكارٍ وتطييبِ أنفُسٍ

وتجديدِ آمالٍ وتشديدِ همَّة

أرى فيكِ رمزَ الخيرِ والخَصبِ والغِنى

فدايمةٌ قد قيلَ بينَ الجماعة

أُحِبُّكِ أعرابيَّةً عدنيَّةً

مفضَّلةً في حبّ أفضَلِ أُمة

تعلَّمَ منها الناسُ شربَكِ والنّدى

فكم من نعيمٍ في حِماها ونِعمة