توالت ليالي الحب وهي سراع

توالت ليالي الحبّ وهي سراعُ

وما الوَصلُ إلا رؤيةٌ وسماعُ

وكنتُ أُمنِّي النفسَ حتى إذا انقَضَت

تَبيَّنَ لي أنَّ الرجاءَ خِداع

أليفَةَ هذي الرُّوحِ قد كان حبُّنا

سلاماً وأَمَّا اليومَ فهو وداع

فما أَلمي إِلا بما فيهِ لذَّتي

وإنَّ عذابَ المطلِ منك نِزاع

قضى الدَّهرُ أن أحيا شقيّاً مروَّعاً

ففي القربِ نفسي والبعادِ تُراع

قِفي زَوِّديني من جمالِكِ ساعةً

ففي القلبِ والعينَينِ منهُ شُعاع

وإن تذكُري بعدي مواقف حبِّنا

تأكَّدتُ أن العهدَ ليس يُضاع

كما شئتِ كوني إنني لكِ عاشقٌ

ولي فيكِ أوطارٌ ومنكِ دِفاع

سأرجِعُ يوماً والهوى في مكانهِ

فحبُّكِ حبٌّ ليسَ فيهِ صِراع

ودَمعُكِ في خدَّيَّ منه بلالةٌ

وطيبُكِ في كفيَّ منه رداع