حذار حذار من شر القمار

حَذارِ حذارِ من شرّ القمارِ

على ديباجةٍ ذاتِ اخضرار

إليها حدَّقت حدقٌ تلظَّت

بتَوهيجِ اللجَينِ أو النضار

وحَوليها القلوبُ تكادُ تهوي

لما تخشاهُ من نقطِ كبار

وقد قبضت أكفُّ بارتجافٍ

على وَرقٍ مع الأقدارِ جار

هناكَ ذبولُ أجفانٍ ووجهٍ

عليهِ الموتُ منفوضُ الغُبار

وفي العينينِ نيرانُ احمِرارٍ

وفي الخدَّينِ أنوارُ اصفِرار

فكلُّ مقامرٍ يحكي أَثيماً

لِحكمِ الموتِ أصبَحَ في انتظار

يَرى الجلادَ مُنتَصِباً لدَيه

وفي يدهِ حُسامُ العدلِ عار

رَأيتُ البؤسَ في الدنيا اضطراراً

وبؤسُ القامرينَ على اختيار

فآونةً تراهم في سكوتٍ

عميقٍ مثلَ أشباحٍ سوار

وأخرى في صياحٍ واضطرابٍ

وتجديفٍ وقذفةِ كلّ عار

وهذا ضاحكٌ جذلاً لربحٍ

وذلكَ يشتكي طولَ انكِسار

يسبُّ ويلعنُ الورقاتِ سخطاً

ويرميها فتسقطُ كالشرار

لقد فقدوا الشعورَ فلا تراهم

بليلٍ يشعرونَ ولا نهار

لئن أبصَرتهم قتلى ومَوتى

فلا ترحم مجانينَ القمار