ركبت فهزني طربي

رَكِبتُ فهزَّني طرَبي

وتحتي نافخُ اللَّهَبِ

يَعَضُّ لجامهُ صَلفاً

كما عضَّ الثَّديَّ صَبي

فوَسطَ المَرجِ يُعجبُني

بزَهوٍ منهُ أو لعِب

وتحتَ السَّرجِ يَحمِلُني

رَفيعُ الرأسِ والذَّنب

ويركُضُ صاهِلاً فرحاً

وعَيناهُ من الشُّهُب

وإمَّا بتُّ أزجُرُه

غدا يَنقَضُّ كالغَضَب

وحينَ نظَرتُ مُبتهجاً

إلى التُّفَّاحِ والعِنَب

تراءَت مُعصِرٌ سَرَحَت

لِتَجني الزَّهرَ عن كثَب

فقلتُ لها أَبنتَ الرُّو

مِ هل تقضينَ من أرَب

بعَيشِ أبيكِ جُودي لي

بماءٍ طيِّبٍ شنِب

فقالت من تكونُ فقل

تُ مولاتي فتىً عرَبي

كثيرُ الحبِّ والتَّذكا

رِ والأشعارِ والطَّرب

له شِعرٌ على غزَلٍ

حَكى أنَّاتِ مُنتَحِب

فقالت يا غريبُ أرا

كَ ذا ظرفٍ وذا أدَب

وماتحويهِ لاحَ على

مُحَيَّاً صادقِ النَّسَب

فزُرنا إنَّ مَنزِلَنا

هُناكَ فأنتَ ضَيفُ أبي

ترَجَّل واستظِلَّ بهِ

بُعَيدَ الحرِّ والتَّعب

لمهرِكَ مَرجُنا ولكَ ال

ضيافةُ فاستَجب طلبي

فقلتُ بذاكَ لي شرفٌ

وهذي عادةُ العرب

ولكنِّي على سَفَرٍ

فعُذري واضِحُ السَّبب

جَزاكِ اللهُ يا حسناءَ

خَيراً مثل لُطفِكِ بي

فجاءَت وهيَ باسمةٌ

بكأسٍ نفَسَّت كرَبي

وأذكت في الحَشى ضَرَماً

بثغرٍ صِيغَ من ذَهَب