رويدك لا تأسف ولا تتندم

رُويدَكَ لا تأسف ولا تتَنَدَّمِ

إذا أنكرَ الجُهَّالُ فَضلَ المعلِّمِ

أرى الدهرَ قد ساوى جهولاً وعالماً

وما نالَ أهلُ العِلمِ أيسَرَ مَغنم

وما كان سعدُ المرءِ من بَطنِ مصحفٍ

ولكنَّ كلَّ السعدِ من وَجهِ دِرهَم

إذا لم يكن بدٌّ من الموتِ لا تكن

سِوى مُقدمٍ بينَ الوَرَى مُتقَدِّم

ولا تخشَ عسراً في النضالِ وعَثرَةً

فما النَّصرُ إلا للفتى المُتَقَحِّم

تقَحَّم غِمارَ المجدِ فالموتُ واحدٌ

وإن تلقَ وجهاً عابساً فتَبَسَّم

تجلَّد على ضعفٍ لتكسبَ قوَّةً

فقد يُفلتُ العصفورُ من أسر قَشعَم

وأبقِ لكلِّ الناسِ ذِكراً مردداً

كنفخةِ صورٍ وَسطَ جيشٍ عرمرم

فمن لم يدع ذكراً يمُت كبهيمةٍ

فلا فضلَ للإنسانِ باللحمِ والدم

فعامٌ على عزٍّ أحبُّ إلىَّ مِن

ثمانينَ أقضيها ولستُ بمكرم

وما المرءُ إلا عابرٌ متنقِّلٌ

يمرُّ كطيفٍ في المنامِ مسلِّم

فدع أثراً للناسِ في كلِّ مَوقِفٍ

ففي أكلِ تفّاحٍ أتى ذِكرُ آدم