سبحت في الماء كالبط

سَبَحت في الماءِ كالبطِّ

كاعِبٌ نامت على الشطّ

بَضَّةٌ بيضاءُ حِلَّتُها

أبيضُ الرِّيشِ على البطِّ

فتعالى الماءُ رَجرَجَةً

يُلحِق البادي بمنُغَطِّ

وأراني من تجَعُّدِهِ

أسطُراً عُوجاً بلا نقطِ

وهي فيهِ كالقصيدةِ في

صَفحَةٍ وَرديَّةِ الخطِّ

وتَدَلَّى شعرُها فحَكى

ليلةَ العَشواءِ في الخَبط

حينَ داست وهيَ ضاحِكةٌ

ضَفَّةً كالشَّعرِ في الوَخط

أبصَرَتني تربُها فعَدَت

ثم صاحت أسرعي غَطِّي

جاءَنا شيطانُنا عَجلاً

فاصرُفيهِ خِيفَةَ اللَّغط

الرّخا في الحبّ جَرَّأهُ

فهو لا يخشَى من السّخط

فارتدت أثوابها وبَدَت

دُميةً في بيعةِ القُبط

وهي لا تدري أتغضَبُ من

ذاكَ أم تفتَرُّ عن سُمط

عِندَ ما حَيَّيتُ مُبتَسماً

لاهِثاً أرتجُّ كالقُرط

رُمَقَتني فالتَظت كبدي

كالتِظاءِ الزِّندِ من سَقط

ثمَّ قالت كيفَ تدهَمُنا

حينَ لا نُعطَى ولا نُعطي

قُلتُ هذا كلُّهُ عَبَثٌ

والتقى نوعٌ من الخلط

أنجزي وعداً حلا فهُنا

لم أخَف رَهطكِ أو رَهطي

طالما أطمَعتِني وأنا

أشتهي شيئاً ولم تُعطي

فأجابَت حبُّنا شرعٌ

إنما أُعطي على شرط

قلتُ لا شرطٌ على رَجُلٍ

جائعٍ في زَمن القَحط

فسَواءٌ أنتُما وأنا

مُقسِطٌ في الحبِّ لا أُخطي

فلِكُلٍّ من يَدي وفمي

قِسطُها فَلترضَ بالقِسط

كجناحِ الطَّيرِ مُنبسِطٌ

لَكُما مُنبَسِطٌ إبطي

هكذا أصبَحتُ مُرتهناً

بينَ ثِنتينِ منَ السِّبط

مثلَ رَوضٍ كان حِسنُهما

ولحاظي فيهِ كالرَّقط

نِلتُ ما في الدّرعِ من ثمرٍ

وبعَيني من جَنى المرط