سلام أيها الغيم الملث

سَلامٌ أَيُّها الغَيمُ المُلِثُّ

فلي كالرَّوضِ أشواقٌ وبَثُّ

فبرِّد مُهجَتي وأَعِد نشاطي

وَجدِّد ثوبَهُ فالثَّوبُ رثُّ

تُذَكِّرُني مِنَ الجِّريالِ عَهداً

وليسَ لعهد بنتِ الحانِ نكثُ

ولكِنَّ الهجيرَ يَكِفُّ عَنها

وأنتَ على تعاطيها تحُثُّ

إِذاً لبَّيكَ إني مُستَحِثٌّ

نديماً مُرضياً يا مُستَحِثُّ

ولم يَشرَب معي إلا شريفٌ

كريمٌ ليسَ في عَينيهِ خُبث

فكانت قِسمَتي الثّلثَينِ مِنها

بلا طَمَعٍ وللندمانِ ثلث

فبادِر يا نديمُ إلى القَناني

وفضَّ خِتامَها فالهمُّ كثُّ

فتُفرج عَنكَ إن أفرَجتَ عنها

وللأقداحِ في الأعراقِ نفث

وكيفَ يَعيشُ من لا يحتَسيها

وهذا العيشُ للصّاحينَ غثُّ

وَجَدتُ السَّعدَ فيها مُطمَئنّاً

وللجهَّالِ تفتيشٌ وبحث

فألقيتُ السَّلامَ على ابنِ هاني

وَلي مِن كرمِهِ والشِّعرِ إرث

فمُت سكراً بها لتعيشَ صَحواً

فهذا الموتُ موتٌ فيهِ بَعث