سيفي عشقت كما عشقت الحاجبا

سَيفي عشقتُ كما عشقتُ الحاجبا

وخَبرتُ من هذا وذاكَ مضاربا

فعلمتُ أن السيفَ أهونُ وقعُهُ

من حاجبٍ غلبَ الشجاعَ الغالبا

فإذا فتحتُ القلبَ أُبصرُ حاجباً

وإذا فتحتُ الثوبَ أُبصرُ قاضبا

وأخو المروءَةِ والشهامةِ هكذا

يَقضي الحياةَ مُغازلاً ومُحاربا

طوراً يذودُ عن الديارِ وتارةً

بحسامهِ يَحمي الفتاةَ الكاعبا

المجدُ عندَ الأكرمينَ أخو الهوى

من لم يحبَّ قضى حَزيناً خائبا

واحسرتاه على فؤادٍ لم يكن

يوماً ليعرفَ وعدَ حبٍّ كاذبا

عبثَ الشقاءُ به وهل من راحةٍ

لِفتى تراهُ للفضائلِ صاحبا

نفسي تذوبُ على فتاةٍ ثغرُها

بردٌ أراه كلَّ يومٍ ذائبا

بسماتُهُ لقلوبنا كغمامةٍ

لزروعِنا المتموِّجاتِ كتائبا

وكما بزهرِ الرَّوضِ تلعبُ نفحةٌ

ما انفكَّ مبسمُها بقلبي لاعبا

ولقد لهَوتُ بعقدها فكأنني

نلتُ الثريَّا والشهابَ الثاقبا

وَشَممتُ زنبقَ نحرها في خدرِها

فغدوتُ عن زهرِ الحديقةِ راغبا

ذيالِكَ النحرُ الذي قبَّلتُهُ

كنزُ السعادةِ لي وكنتُ الناهبا

لما مَدَدتُ يدي إليه كسارقٍ

زَحزَحتُ عن صبحِ اليقينِ غياهبا

وأعَدتُها وأعَدتُ أنفاسي إِلى

صَدري لأوقِفَ فيهِ قلبي الهاربا