عديني أفي الدنيا أقل من الوعد

عِديني أفي الدُّنيا أقلُّ مِنَ الوَعدِ

فلن تجدي مِثلي ولن تَصِلي بَعدي

إذا قلتِ لي يوماً أُحبُّكَ يا فتى

قنعتُ بأحلى ما يُقالُ فذا قصدي

هي اللفظةُ المُثلى لمثلي فإنَّني

طروبٌ لألفاظٍ من الخرَّد المُلد

نشوقُ لأنفاسٍ إذا ما تضوَّعَت

تُذكِّرُني عَرفَ البنفسجِ والورد

معذِّبتي الحسناءُ رَبُّكِ مُحسنٌ

فلا تجحدي رَبَّ المحاسنِ بالصدّ

نظَمتِ قلوبَ العاشقينَ قلادةً

ولكنَّ هذا القلبَ واسطةُ العقد

فإن سرتِ يوماً مثلَ زينب تدمُرٍ

فقولي لهم هذا الفتى قائدُ الجند

لأجلِكِ أرعى النَّجمَ ليتَكِ نجمةٌ

من القبَّةِ الزرقاءِ تَطلَعُ لي وحدي

ولا فلكيٌّ للكواكب راصدٌ

ولي مرصدٌ يُبنى على جبلِ الهند

فكم شاقني نورُ المقاصيرِ في الدُّجى

ولذَّةُ عَيني في التنوُّرِ والسُّهد

فهل ترفعينَ السترَ يوماً لتُشرقي

على القلبِ إشراقَ الهلالِ على اللحد

رداؤك فيه الرَّوضُ أخضَرُ مُزهِرٌ

وثغرُكِ فيهِ لذَّةُ الخمرِ والشَّهد

فأجمِل بَوشيٍ من بنانِكِ مُحكمٍ

على مخملٍ منه النّعومَةُ في الخدِّ

وليسَ مَلوماً من تمتَّعَ ساعةً

من الحُسنِ لكنَّ الملومَ أخو الزّهد