كم تصباني رنين الجرس

كم تصبَّاني رنينُ الجرسِ

وأنا تحت ستارِ الغَلسِ

في مصلَّى الديرِ ترجيعُ الصَّدى

شاقَ نفسي دونَ كلّ الأنفس

لم تكُن ديِّنةً لكنَّها

إن تجد ذا وَحشةٍ تستأنس

ذلكَ الديرُ على هَضَبَتهِ

من بقايا الغابرِ المُندرِس

كلَّما عاوَدَني تذكارُهُ

مرَّ طيفٌ من صباي المؤنس

قبلَ تنعيمي بهِ زالَ كما

بَلَي الثَّوبُ الذي لم يُلبَس

في رواقِ الديرِ طيفي طائفٌ

والحنايا حَوله كالحرس

لم يزل فيهِ صبيّاً ضاحكاً

يفتحُ الصَّدرَ لطيبِ النفس

كم سقاني خَمرَهُ قسِّيسُهُ

فأنا الباكي لكسرِ الأكؤس

في ظلامِ الديرِ أو في ظِلّهِ

راحةٌ تُرجى لنفس التَّعِس