لئن ذبلت كالزهر يوما قريحتي

لئن ذبلت كالزَّهرِ يوماً قَريحتي

وقد فَنيَت من كثرةِ الحبِّ مُهجتي

فلي منهُما عطرٌ ونورٌ لأنني

أَسلتُهما في خَيرِ أهلي وأُمتي

ستخفقُ في الدُّنيا قلوبٌ كثيرةٌ

لِقَلبي وتَجري أدمعٌ بعدَ دَمعتي

أُمِرٌّ على جرحي القديمِ أَنامِلي

فأسقطُ من آلامهِ مثلَ ميِّت

وأمشي حزيناً خائفاً متردِّداً

على طَللِ النُّعمى وقبرِ الشبيبة

بكى الركبُ حَولي يومَ توديعِ أهلِهم

فما حرَّكت وَجدي دموعُ الأحبّة

ولا سمحت عَيني بأثمنَ قطرةٍ

لأنَّ وداعَ الأمِّ نشَّفَ عبرتي

أرى القلبَ بين الهمِّ والحزنِ مُغلقاً

لنورٍ وتغريدٍ وحسنٍ وخضرة

تصلَّبَ حتى أصبحَ الرفقُ قسوةً

وأجدَبَ حتى ملَّ من كلِّ نضرة

فكيفَ أُداوي بالمحاسنِ داءَه

على غيرِ شيءٍ من نعيمٍ ولذة

وإن كانَ مفتوحاً لأُنسٍ وبهجةٍ

تبدَّت له الدُّنيا على خَيرِ صورة

هو القلبُ مرآةٌ لدى كلِّ صورةٍ

تراءت على حالَي صفاءٍ وكدرة

تولّى زمانٌ فيهِ علّلني الهوى

كذلكَ أحلامُ الشّبابِ اضمَحلَّت

فما إن لها عودٌ على الذلِّ والنّوى

تُذِلُّ نفوساً لم تكن للمذلّة

ولكن لي من ربة الشعر عطفةً

فأسلو بإكليلٍ يُزَيِّنُ جبهتي

وقد وَهبت عينيَّ بعضَ جمالِها

وكانت إلى كلِّ الحسانِ شَفيعتي

وإني من العُربِ الذين سُيوفُهم

وأقلامُهم كانت نجومَ البريَّة

فخطُّ يراعي مثلُ ضَربِ شِفارِهم

وفوقَ شعارِ الصيدِ شعرُ قصيدتي

لكِ الفَخرَ بي إني أخوكِ فَفاخري

إذن أخواتٍ يفتخرنَ بإخوة