لم أنس ليلا بالنجوم ترصعا

لم أنسَ ليلاً بالنجومِ ترصّعا

والطيبُ فيهِ معَ النسيمِ تضوَّعا

وغَدت دموعُ العاشقين له نَدىً

مُتنثِّراً في زَهرِهِ متجمّعا

فسرَيتُ أنتشُقُ الأريجَ وأشتهي

ما مرّ من عمرِ الصبوّةِ مُسرعا

وأقول إنَّ سعادتي ولذاذتي

كالشمسِ أيامَ الشتاء تمنّعا

هذا الصبى يمضي ويتبَعُهُ الهوى

ما كانَ أطيَبَ مدة لن تَرجعا

كم مرة خفقان قلبي راعني

فظَننتُهُ حينا يشقُّ الأضلُعا

وضَممتُه بيديَّ ضمّةَ خائفٍ

من خِشيتي في الوَجدِ أن يتصدّعا

حتى إذا شارَفتُ دار حبيبتي

فَذَكرتُ لي فيها لياليَ أربعا

صارت حياتي لذة ما شابَها

ألمٌ كأني لم أكُن متوجّعا

القلبُ في زَمَن الصِبى متقلّبٌ

إذ لا يكونُ مروّضاً ومُطوَّعا

أبدا أُنقّلهُ كما شاءَ الهوى

وكأنه لحنٌ يطيبُ مرجّعا

ولقد جَمعتُ الكونَ تحتَ شغافهِ

ما كانَ أضيعَهُ وأوسَعَهُ معا