ما كان أجمل سبحة من صاحب

ما كان أجملَ سبحةً من صاحبِ

أبداً تُذكِّرُني مودَّةَ غائبِ

قد عطَّرتها راحتاهُ فعبَّقت

في راحتيَّ شذا بخورٍ ذائب

فإذا لهوتُ بها طربتُ وأشبَهت

أوتارَ عودٍ تحتَ أنملِ ضارب

حبّاتُها تُربي على مائة وفي

تطويلها طولٌ لعمرِ الواهب

فبها أعدُّ صبيحةً وعشيةً

حسناتِهِ فأفيهِ بعضَ الواجب

هي سبحةٌ سوداءُ يسرٌ حبّها

فاليسرُ مأمولٌ بفألِ اللاعب

شيبت بمرجانٍ ورُصِّعَ بَعضُها

نثرَ اللجينِ أشعّةً من ثاقب

فرأيتُ منها ليلةً قد أشرقت

بضياءِ شمعٍ أو بنورِ كواكب

حسَّنتُ نظمي من محاسنِ نظمِها

فاهتَجتُ لذَّةَ سامعٍ أو راقب