ما كان أظرف من نظرت إليه

ما كان أظرَفَ مَن نظَرتُ إليهِ

والكأسُ مُترعَةٌ على شفَتيهِ

حتى إذا فرَغت وهمَّ بغَيرها

أبصَرتُ ما في الكأسِ في عَينَيه

ما زالَ يَشرُبها ويُثبتُ رأسَهُ

فوقَ السِّماطِ وفي الثَّرى قدَمَيه

حتى رأى مُلكاً بها وَوِزارةً

فحَكى نظامَ الملكِ وابنَ بُوَيه

قد صَبَّها عِشرينَ لم يحفَل بها

فخَشَيتُ من عدِّ الكؤوسِ عَليه

وأردتُ أن أُلهيهِ عن تَشرابها

حيناً وقد صَغُرَ الكبيرُ لدَيه

فمَددتُ كاسي نحوَهُ ليصبَّ لي

وأعزُّ شيءٍ ما طَلبتُ إليه

فأشارَ لي وأجابَني مُتَلعثِماً

كلٌّ يُقَلِّعُ شَوكهُ بيَدَيه